- nezarمشرف مميز
عدد الرسائل : 17
تاريخ التسجيل : 15/04/2009
منبج عبر العصور ج1
الإثنين مايو 18, 2009 8:08 pm
أطلق اليونانيون اسم "هيرابوليس Hierapolis” أي المدينة المقدسة على ما نسميها اليوم مدينة منبج، وجاءت هذه التسمية بسبب ما لها من حرمة دينية لدى سكانها، ولما تحتويه من معابد وثنية يحج إليها الألوف من الناس وبخاصة الوثنيون فيهم لحضور الاحتفالات الدينية التي كانت تقام فيها، والتي يشرف على تنظيمها وتنفيذها رئيس كهان المدينة، وكان يتميز عن الآخرين بلباسه الأرجواني اللون. وكانت أعظم آلهة هيرابوليس الإلهة أتارغيتس Atargatis، ويعود تاريخ هيكلها إلى عام 320 ق.م، وإلى جانبه هيكل آخر لتمثال زوجها الإله حدد Hadad رب الصواعق، والعواصف، والأخصاب، ويظهر جالساً على عرش مستنداً إلى ثورين(1).
إن السمعة الدينية التي اشتهرت بها هيرابوليس، جعلت اليونانيين يتأثرون بها وذلك عن طريق جنودهم العائدين إلى بلادهم حاملين معهم معتقدات وطقوساً دينية، وبعض ثقافات شعوب المناطق التي قدموا منها، وذلك زمن الإسكندر المكدوني وخلفائه السلوقيين. وقد دفع ذلك أصحاب السلطة في بلاد اليونان إلى الاستعانة برهبان مدينة هيرابوليس لإحياء احتفالات دينية في مدينة ديلوس اليونانية مماثلة لما كان يجري في بلادهم، مما يجعل المدينة اليونانية محجاً للوثنيين اليونان وأمثالهم من سكان المناطق المجاورة.
آراء حول "أصل تسمية" منبج:
سيطر الآشوريون على موقع مدينة منبج، عندما أخذوا بالتوسع لبناء إمبراطوريتهم، وكان ذلك الموقع يسمى آنذاك Nappigi أو Nampige أي النبع بينما دعاها الآراميون Nappigu، وقد حُرّف هذا الاسم مع الزمن فأصبح Mabug أي النبع أيضاً.
ودعاها اليونانيون باسم Bambyce، كما دعيت في اليونانية الرومانية باسم Hierapolis أي المدينة المقدسة.
وهنالك آراء أخرى حول أصل التسمية، إذ يعتقد أصحابها أن الاسم محرف عن الآرامية القديمة، ومن المعروف أن الآراميين بدأ نجمهم بالصعود بعد أن أخذت الإمبراطورية الآشورية بالتفكك، ونخلص من ذلك إلى القول بأن الآراميين حرفوا التسمية الآشورية إلى لغتهم.
ورأي ثالث أورده ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان إذ يقول:
"ذكر بعضهم أن أول من بناها (والحديث هنا عن مدينة منبج) كسرى لمَّا غلب على الشام وسمّاها (من به) أي أنا أجود فعربت فقيل لها منبج...(2) وكان بها يبث نار للفرس(3).
ويرى الخوري برصوم أيوب في كتابه (الأصول السريانية في أسماء المدن والقرى السورية وشرح معانيها) أنها اشتقت من NBAG بمعنى نبع، طلعَ، برزَ.. الخ.
وقد أكَّد المؤرخ الغزى صاحب كتاب نهر الذهب، هذا المعنى وأنها سميت بذلك منبج بسبب وجود عين ماء كبيرة كانت تعرف باسم الرام(4).
لُمح من تاريخ منبج:
من المؤسف أن معلوماتنا عن مدينة منبج في ظل الحكم الآشوري قليلة جداً تكاد لا تذكر، وكذلك الأمر بالنسبة لعصر الممالك الآرامية، وكل ما نعرفه أن منبج كانت ضمن مملكة بيت عديني الآرامية الواقعة بين البليخ شرقاً وضفتي نهر الفرات الأوسط غرباً، وكانت عاصمتها مدينة برسيب "تل أحمر" حالياً الواقعة إلى الجنوب من مدينة جرابلس.
كما نعرف أيضاً أن هذه المدينة كانت قبيل سيطرة الإسكندر المكدوني على المنطقة تحت حَكم أسرة عبد حدد، وهي أسرة آرامية على ما يبدو، وأصبحت منبج في ظلها مركزاً لعبادة الإلهة أتار غاتس ATARGATIS وزوجها الإله حدد، ولقد أعادت زوجة سلوقس الأول بناء معبد أتارغاتس الوثني في بامبيس، للتدليل على مدى احترام السلوقيين لهذه الآلهة، ومما زاد في أهمية منبج أنها أصبحت خط الدفاع الأول في مواجهة الفرس في العصر الهلنستي، واستمرت في لعب هذا الدور في العصرين الروماني والبيزنطي، يشهد على ذلك الآثار المتبقية حتى وقت قريب والمتمثلة في تحصينات الإمبراطور جوستنيان لهذه المنطقة. وفي هذه المدينة أرغم الإمبراطور البيزنطي هرقل خصومة الفرس على إعادة الصليب الذي كانوا قد استولوا عليه من مدينة القدس عام 610م، وكان البيزنطيون يعتقدون أن ذلك الصليب هو الذي صلب عليه السيد المسيح، ومن هنا جاءت أهميته للبيزنطّيين، وقد بقي عند الفرس حتى عام 630 م، وأشار القرآن الكريم إلى الخلاف بين البيزنطيين والفرس في الآية الكريمة:
"غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين(5)".
وعندما بدأت الفتوحات العربية الإسلامية كانت منبج تحت الحكم البيزنطي، إلا أنها تحررت منه زمن الخليفة عمر بن الخطاب الذي كلَّف عامر بن الجراح "أبا عبيدة" بطرد البيزنطيين من أراضي بلاد الشام، وذلك بعد انتصار القوى الإسلامية في معركة اليرموك مما شجعهم على متابعة الزحف نحو الشمال والشمال الغربي لنشر قيمهم الدينية والأخلاقية التي جاء بها الإسلام.
زحف أبو عبيدة بقواته نحو حلب الساجور، وقدَّم عياض بن غنم الفهري إلى منبج ثم لحق به(6)، وقد صالح إنطاكية على شروط هي الجزية أو الجلاء، فجلا بعضهم، وأقام بعضهم فأمنهم ووضع على كل حالم منهم ديناراً وجريباً(7).
وعمد أهالي مدينة مبنج إلى عقد الصلح مع عياض على نفس الشروط التي صالح بموجبها أهل إنطاكية، وقد أقرَّ أبو عبيدة ذلك.
ومدينة منبج هذه تقع في الشمال الشرقي لمدينة حلب، وتبعد عنها نحو 80 كم، وتقوم على أرض فسيحة ترتفع نحو 398 متراً سطح البحر، والمعدل السنوي لأمطارها يزيد على 250مم.
ويغلب على سكان هذه المدينة العمل بالزراعة أو رعي الماشية إلى جانب بعض الحرف الضرورية لتلبية حاجاتهم. ويعتبر القسم الشمالي والشمالي الشرقي للمدينة أكثر تطوراً من القسم الجنوبي، والجنوبي الغربي الذي يغلب على سكانه الطابع الريفي والاهتمام بتربية الدواجن والمواشي.
وإلى الشمال من مدينة منبج وعلى امتداد نهر الساجور تقوم هضاب مغطاة بالأحجار الصوانية، وتعود إلى العصر الحجري القديم المتوسط مما شجع أهالي المنطقة على استخدام تلك الحجارة في صنع أدواتهم الضرورية لحياتهم اليومية شأنهم في ذلك شأن جميع أناس عصور ما قبل التاريخ.
كما استغل سكان المنطقة القدماء، وفرة المياه فيها وقربها من سطح الأرض، وسهولة تناولها، فأوجدوا أنظمة للري وأنشؤوا أقنية للسقاية، فأصبحت المنطقة منتجعاً للراغبين في الحياة الهادئة المستقرة والتي تجعل من الزراعة وتربية المواشي والدواجن مصدر رزق كبير لهم.
ولقد أشار ياقوت الحموي إلى ذلك عند حديثه عن مدينة منبج بما يلي:
"كان على منبج سور مبني بالحجارة محكم، بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ وبينها وبين حلب عشرة فراسخ، شربهم من قُنِيٍّ تسيح على وجه الأرض، وفي دورهم آبار كثيرة، أكثر شربهم منها لأنها عذبة صحيحة"(.
كما وصفها ابن حوقل بما يلي: " وبالقرب من بالس مدينة منبج، حصينة، كثيرة الأسواق القديمة، يُصنع فيها نوع من الحلوى معمولة من العيونيب، والجوز والفستق والسمسم، تصدر إلى حلب وأماكن أخرى، والمدينة قديمة الآثار عظيمة الأسوار في تربة ندية رطبة تميل إلى الصفرة (زعفرانية)، يغلب عليها وعلى مزارعها الأعذاء، والمدينة حصينة عليها سور أزلي، روحي وبقربها مدينة سبخة"(9).
ورحالة عربي مشهور هو ابن جبير، زار مدينة منبج وكتب عنها في رحلته ما يلي:
"بلدة فسيحة الأرجاء، صحيحة الهواء، يحف بها سور عتيق، تحفّ بغربيها وشرقيها بساتين ملتفة الأشجار، مختلفة الثمار والماء يطرد فيها، ويتخلل جميع نواحيها، وخصص الله داخلها بآبار معينة شهدية العذوبة، سلسبيلة المذاق، تكون في كل دار منها البئر والبئران وأرضها كريمة تستنبط مياهاً كلها، وأسواقها وسككها فسيحة متسعة، ودكاكينها وحوانيتها كأنها الخانات والمخازن اتساعاً وكبراً، وأعلى أسواقها مسقفة.... ولها قلعة حصينة في جوفها الخ وأهلها أهل فضل وخير فمعاملاتهم صحيحة وأحوالهم مستقيمة(10). أجمع هؤلاء الرحالة في وصفهم لمدينة منبج أنها طيبة الهواء، جيدة التربة غزيرة المياه، كثيرة البساتين، والمخازن والدكاكين.. الخ
وقد زارها هارون الرشيد وكان واليها من قبله عبد الملك بن صالح بن علي الهاشمي فسأله الرشيد أن يصف له المدينة فقال: "طيبة الهواء، قليلة الأدواء فقال الرشيد كيف ليلها فأجاب عبد الملك سحر كله فقال الرشيد صدقت إنها لطيبة فأجابه بل طابت بك يا أمير المؤمنين وأين يذهب بها عين الطيب وهي بُرَة حمراء وسنبلة صفراء، وشجرة خضراء في فيافٍ فيح بين قيصوم وشيح" وكان عبد الملك هذا يضرب به المثل في الفصاحة والبلاغة(11).
إن السمعة الدينية التي اشتهرت بها هيرابوليس، جعلت اليونانيين يتأثرون بها وذلك عن طريق جنودهم العائدين إلى بلادهم حاملين معهم معتقدات وطقوساً دينية، وبعض ثقافات شعوب المناطق التي قدموا منها، وذلك زمن الإسكندر المكدوني وخلفائه السلوقيين. وقد دفع ذلك أصحاب السلطة في بلاد اليونان إلى الاستعانة برهبان مدينة هيرابوليس لإحياء احتفالات دينية في مدينة ديلوس اليونانية مماثلة لما كان يجري في بلادهم، مما يجعل المدينة اليونانية محجاً للوثنيين اليونان وأمثالهم من سكان المناطق المجاورة.
آراء حول "أصل تسمية" منبج:
سيطر الآشوريون على موقع مدينة منبج، عندما أخذوا بالتوسع لبناء إمبراطوريتهم، وكان ذلك الموقع يسمى آنذاك Nappigi أو Nampige أي النبع بينما دعاها الآراميون Nappigu، وقد حُرّف هذا الاسم مع الزمن فأصبح Mabug أي النبع أيضاً.
ودعاها اليونانيون باسم Bambyce، كما دعيت في اليونانية الرومانية باسم Hierapolis أي المدينة المقدسة.
وهنالك آراء أخرى حول أصل التسمية، إذ يعتقد أصحابها أن الاسم محرف عن الآرامية القديمة، ومن المعروف أن الآراميين بدأ نجمهم بالصعود بعد أن أخذت الإمبراطورية الآشورية بالتفكك، ونخلص من ذلك إلى القول بأن الآراميين حرفوا التسمية الآشورية إلى لغتهم.
ورأي ثالث أورده ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان إذ يقول:
"ذكر بعضهم أن أول من بناها (والحديث هنا عن مدينة منبج) كسرى لمَّا غلب على الشام وسمّاها (من به) أي أنا أجود فعربت فقيل لها منبج...(2) وكان بها يبث نار للفرس(3).
ويرى الخوري برصوم أيوب في كتابه (الأصول السريانية في أسماء المدن والقرى السورية وشرح معانيها) أنها اشتقت من NBAG بمعنى نبع، طلعَ، برزَ.. الخ.
وقد أكَّد المؤرخ الغزى صاحب كتاب نهر الذهب، هذا المعنى وأنها سميت بذلك منبج بسبب وجود عين ماء كبيرة كانت تعرف باسم الرام(4).
لُمح من تاريخ منبج:
من المؤسف أن معلوماتنا عن مدينة منبج في ظل الحكم الآشوري قليلة جداً تكاد لا تذكر، وكذلك الأمر بالنسبة لعصر الممالك الآرامية، وكل ما نعرفه أن منبج كانت ضمن مملكة بيت عديني الآرامية الواقعة بين البليخ شرقاً وضفتي نهر الفرات الأوسط غرباً، وكانت عاصمتها مدينة برسيب "تل أحمر" حالياً الواقعة إلى الجنوب من مدينة جرابلس.
كما نعرف أيضاً أن هذه المدينة كانت قبيل سيطرة الإسكندر المكدوني على المنطقة تحت حَكم أسرة عبد حدد، وهي أسرة آرامية على ما يبدو، وأصبحت منبج في ظلها مركزاً لعبادة الإلهة أتار غاتس ATARGATIS وزوجها الإله حدد، ولقد أعادت زوجة سلوقس الأول بناء معبد أتارغاتس الوثني في بامبيس، للتدليل على مدى احترام السلوقيين لهذه الآلهة، ومما زاد في أهمية منبج أنها أصبحت خط الدفاع الأول في مواجهة الفرس في العصر الهلنستي، واستمرت في لعب هذا الدور في العصرين الروماني والبيزنطي، يشهد على ذلك الآثار المتبقية حتى وقت قريب والمتمثلة في تحصينات الإمبراطور جوستنيان لهذه المنطقة. وفي هذه المدينة أرغم الإمبراطور البيزنطي هرقل خصومة الفرس على إعادة الصليب الذي كانوا قد استولوا عليه من مدينة القدس عام 610م، وكان البيزنطيون يعتقدون أن ذلك الصليب هو الذي صلب عليه السيد المسيح، ومن هنا جاءت أهميته للبيزنطّيين، وقد بقي عند الفرس حتى عام 630 م، وأشار القرآن الكريم إلى الخلاف بين البيزنطيين والفرس في الآية الكريمة:
"غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين(5)".
وعندما بدأت الفتوحات العربية الإسلامية كانت منبج تحت الحكم البيزنطي، إلا أنها تحررت منه زمن الخليفة عمر بن الخطاب الذي كلَّف عامر بن الجراح "أبا عبيدة" بطرد البيزنطيين من أراضي بلاد الشام، وذلك بعد انتصار القوى الإسلامية في معركة اليرموك مما شجعهم على متابعة الزحف نحو الشمال والشمال الغربي لنشر قيمهم الدينية والأخلاقية التي جاء بها الإسلام.
زحف أبو عبيدة بقواته نحو حلب الساجور، وقدَّم عياض بن غنم الفهري إلى منبج ثم لحق به(6)، وقد صالح إنطاكية على شروط هي الجزية أو الجلاء، فجلا بعضهم، وأقام بعضهم فأمنهم ووضع على كل حالم منهم ديناراً وجريباً(7).
وعمد أهالي مدينة مبنج إلى عقد الصلح مع عياض على نفس الشروط التي صالح بموجبها أهل إنطاكية، وقد أقرَّ أبو عبيدة ذلك.
ومدينة منبج هذه تقع في الشمال الشرقي لمدينة حلب، وتبعد عنها نحو 80 كم، وتقوم على أرض فسيحة ترتفع نحو 398 متراً سطح البحر، والمعدل السنوي لأمطارها يزيد على 250مم.
ويغلب على سكان هذه المدينة العمل بالزراعة أو رعي الماشية إلى جانب بعض الحرف الضرورية لتلبية حاجاتهم. ويعتبر القسم الشمالي والشمالي الشرقي للمدينة أكثر تطوراً من القسم الجنوبي، والجنوبي الغربي الذي يغلب على سكانه الطابع الريفي والاهتمام بتربية الدواجن والمواشي.
وإلى الشمال من مدينة منبج وعلى امتداد نهر الساجور تقوم هضاب مغطاة بالأحجار الصوانية، وتعود إلى العصر الحجري القديم المتوسط مما شجع أهالي المنطقة على استخدام تلك الحجارة في صنع أدواتهم الضرورية لحياتهم اليومية شأنهم في ذلك شأن جميع أناس عصور ما قبل التاريخ.
كما استغل سكان المنطقة القدماء، وفرة المياه فيها وقربها من سطح الأرض، وسهولة تناولها، فأوجدوا أنظمة للري وأنشؤوا أقنية للسقاية، فأصبحت المنطقة منتجعاً للراغبين في الحياة الهادئة المستقرة والتي تجعل من الزراعة وتربية المواشي والدواجن مصدر رزق كبير لهم.
ولقد أشار ياقوت الحموي إلى ذلك عند حديثه عن مدينة منبج بما يلي:
"كان على منبج سور مبني بالحجارة محكم، بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ وبينها وبين حلب عشرة فراسخ، شربهم من قُنِيٍّ تسيح على وجه الأرض، وفي دورهم آبار كثيرة، أكثر شربهم منها لأنها عذبة صحيحة"(.
كما وصفها ابن حوقل بما يلي: " وبالقرب من بالس مدينة منبج، حصينة، كثيرة الأسواق القديمة، يُصنع فيها نوع من الحلوى معمولة من العيونيب، والجوز والفستق والسمسم، تصدر إلى حلب وأماكن أخرى، والمدينة قديمة الآثار عظيمة الأسوار في تربة ندية رطبة تميل إلى الصفرة (زعفرانية)، يغلب عليها وعلى مزارعها الأعذاء، والمدينة حصينة عليها سور أزلي، روحي وبقربها مدينة سبخة"(9).
ورحالة عربي مشهور هو ابن جبير، زار مدينة منبج وكتب عنها في رحلته ما يلي:
"بلدة فسيحة الأرجاء، صحيحة الهواء، يحف بها سور عتيق، تحفّ بغربيها وشرقيها بساتين ملتفة الأشجار، مختلفة الثمار والماء يطرد فيها، ويتخلل جميع نواحيها، وخصص الله داخلها بآبار معينة شهدية العذوبة، سلسبيلة المذاق، تكون في كل دار منها البئر والبئران وأرضها كريمة تستنبط مياهاً كلها، وأسواقها وسككها فسيحة متسعة، ودكاكينها وحوانيتها كأنها الخانات والمخازن اتساعاً وكبراً، وأعلى أسواقها مسقفة.... ولها قلعة حصينة في جوفها الخ وأهلها أهل فضل وخير فمعاملاتهم صحيحة وأحوالهم مستقيمة(10). أجمع هؤلاء الرحالة في وصفهم لمدينة منبج أنها طيبة الهواء، جيدة التربة غزيرة المياه، كثيرة البساتين، والمخازن والدكاكين.. الخ
وقد زارها هارون الرشيد وكان واليها من قبله عبد الملك بن صالح بن علي الهاشمي فسأله الرشيد أن يصف له المدينة فقال: "طيبة الهواء، قليلة الأدواء فقال الرشيد كيف ليلها فأجاب عبد الملك سحر كله فقال الرشيد صدقت إنها لطيبة فأجابه بل طابت بك يا أمير المؤمنين وأين يذهب بها عين الطيب وهي بُرَة حمراء وسنبلة صفراء، وشجرة خضراء في فيافٍ فيح بين قيصوم وشيح" وكان عبد الملك هذا يضرب به المثل في الفصاحة والبلاغة(11).
- khaledعضو جديد
عدد الرسائل : 3
تاريخ التسجيل : 29/11/2009
رد: منبج عبر العصور ج1
الأحد نوفمبر 29, 2009 2:09 pm
مشكور اخي نزار على هذه اللمحة عن مدينتي ولك مني كل الاحترام
اتمنى لك التوفيق واريد منك المزيد[/b]
اتمنى لك التوفيق واريد منك المزيد[/b]
- نادرعضو جديد
عدد الرسائل : 1
تاريخ التسجيل : 08/03/2010
رد: منبج عبر العصور ج1
الإثنين مارس 08, 2010 3:48 pm
[size=24]مشكور أخي نزار على الفائدة من موضوعك وعلى ما كتبته عن تاريخ بلدتنا لكن حبذا ان تكون مثل هذه الأنباء منشورة في منتديات اخرى أيضا لكي تكون الفائدة للجميع ولكي يعرفها أقرب المناطق من بلدتنا
- الأسمرعضو جديد
عدد الرسائل : 3
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 12/03/2010
رد: منبج عبر العصور ج1
السبت مارس 20, 2010 10:40 am
اي هي منبج مدينة الحب والرومنسية شكرا اخوي
aLasmr160@hotmail.com
aLasmr160@hotmail.com
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى